حبيبتي الغالية .. آن الأوان لتمسحي دمعتي من عيني ..
دعيها تخبرك بأنها لم تذرف إلا شوقاً لك وحباً بك .. دعيها تنساب على يديك لتقبّلهما ..
اسمحي لي ولو لمرة واحدة أن أعبّر عما يجول في خاطري تجاهك يا حبيبتي ..
فقد أرهقني التفكير وأعيتني الأيام
من كثرة ما أتعبت نفسي بمناداتك من القلب في الوقت الذي كنتِ لا تلقي لي بالاً
ولا يخطر على بالك بأني أحبك وبأنك حبيبتي ...
خمسة عشر عاماً وأنا أنتظرك ولا أفكر بفتاة غيرك ،
لا لأنك جميلة ولا لأنك فاتنة ، بل لأن قلبي عامر بحبك ونابض بهواك ..
كنت لا أنام قبل أن أتذكر صورة البراءة التي تشع من وجهك الطفولي ..
كنت لا أقرأ كتاباً إلا ويشرد ذهني إليكِ ..
كنت لا أخرج من منزلي إلا وأتخيل نفسي ذاهباً إليكِ ..
ماذا فعلتي بي يا حبيبتي ؟ هل تعلمين أنني تعذبت كل هذا العمر لأجلك
بينما كنت بعيدة عني تلهين وتلعبين مع صديقاتك وأقاربك ؟
كنت مراهقاً صغيراً يوم أحببتك ، وكنت أحتفظ بصورة لك بين صفحات دفاتري ،
ولكن شاء القدر ورأت أمي الصورة ،
فكان يوماً صعباً على مشاعري يوم أن استهزأت أمي بي وأخذت الصورة ومزّقتها ..
ليت أمي لم تلدني يا حبيبتي ما دامت لم تعرف من الأمومة إلا إرضاع أطفالها
وإعداد وجبات الطعام لأولادها .
حبيبتي .. لقد مررت بدوامات وأعاصير عصفت بحياتي وكادت تسبب لي الانهيار ،
كنت طيلة تلك الأيام أتوق لأن ترفعي سماعة التلفون عندما كنت أتصل بوالدك لأسلم عليه ..
ولكن كنت أعلم أنك أسيرة بين جدران غرفتك ، وهذا ما زادني عذاباً فوق عذابي بحبك !
كنت كلما أشاهد فتاة أتخيلها أنتِ .. كنت كلما أكلم فتاة أرى صورتك في وجهها ..
فلم يعد في العالم فتاة إلا أنت .. وبينما تعذر عليّ لقاؤك وانسدت الدروب في وجهي
لم يعد للمستحيل معنى إلا أنتِ !
لقد كبرت وأصبحت شاباً على أبواب الزواج ..
عرضت عليّ أمي كل الفتيات التي تعرفها لتخطب لي واحدة منهن ..
وكنت كلما أوافقها على فتاة أجد عراقيل كثيرة تحول بيني وبين الارتباط بها ..
كنت ألمّح لها بأني لن أجد حياتي إلا معك أنتِ ولكن لا أدري لماذا كانت أمي مصرة على إبعادك عني ..
حتى في طفولتك كانوا يحرمونني أن أحملك بين ضلوعي لآخذك معي وأشتري لك الحلوى ..
كأنهم كانوا يدبّرون لي خطة القضاء على مشاعري إلى الأبد !
لقد رضيت بقدري أن أعيش معذباً .. لست أنت يا حبيبتي السبب ..
فأنت لم تعلمي عن عذابي شيئاً ولم يخبرك أحد قبل الآن بأني كنت هائماً بحبك ..
فسبب عذابي بك لا يزال مجهولاً .. واليوم وبينما أنا على فراش الموت ،
لم أكن أعلم أنك ممرضة في هذه المستشفى وتسهرين على رعايتي ..
فأرجوك يا حبيبتي امسحي دمعتي ودعيني أموت وأنا ممسك بيديك
لعلي أفارق الحياة قبل أن ترحلي عني ....